ليس هناك أجمل من أن نبني أوطاننا على الخير والسلام والإنسانية.
سنين مرت وأنا أفكر كيف نستطيع أن نخفف من جرعة الحزن والوجع في هذا العالم؟ كيف نستطيع أن نستوعب البشرية دون أن نوترها؟ كيف نستطيع أن نرسخ الثقافة دون أن نبحر في عالم بعيدا عن أوجاع الناس؟ أفكر كيف نحبب الناس للثقافة والتنوير بلا شعارات أو مصالح سياسية ضيقة؟ كيف نرسخ الإنسانية بعيدا عن مصالح الأرض؟ كيف نستطيع خدمة الناس بدون أن تكون وراء أجندتنا مصالح انتخابية أو غيرها؟ كنت أفكر، كيف نستطيع أن نفكر في ذوي الدخل المحدود بعيدا عن خلفيتهم المذهبية؟ كيف نستطيع أن ندعم أي قرية آو مدينة أكانت الحد أو قلالي أو المحرق أو سترة أو الدراز أو كرزكان بالإنسانية؟ هل بإمكان أن نؤسس مركزا ثقافيا يحتضن الجميع بعيدا عن المذهبية وتقوم أعمدته على الوطن والإنسانية والتنوير؟
فكرت مليا فوجدت أن الحل بحزب الإنسان، وقررت أن يكون حزب الإنسان هو المكفكف لدموع الناس وهو السائل عن أوجاعهم دون أن نسألهم من أي مذهب أو ديانة أو ملة، ما يهمنا في أي إنسان أن يكون إنسانا محبا للوطن ولا يؤمن إلا بالوحدة الإنسانية والوطنية كطريق نحو الخير والسلام والمحبة.
تعلمون أن حزب الإنسان يشتغل على مسألتين مهمتين:
الجانب الثقافي التنويري والشق الثاني هو تلمس وجع المجتمع وتخفيف آلام الحياة من عليهم.
إمكانياتنا جدا محدودة لكننا مؤمنين بما يركز عليه قرآننا الكريم، مؤمنين بالآية الكريمة ((ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره)).
نحن نستطيع أن نفتح صالونات عاجية للثقافة ونقوم بالتنظير عن الحداثة وما بعد الحداثة أو أن نتكلم عن الجنة والنار وكفى لكن كل ذلك لا يمكن أن يخدم الإنسان ما لم يشعر الإنسان أن هذه المؤسسة أو تلك تغير من وضعه الاقتصادي ولو بنسبة معينة.
في حزب الإنسان لن ننتظر الناس تطرق بابنا، فقد قمنا بوضع مندوب لكل منطقة بحرينية لرصد أي حالة مستعصية. وهدفنا هو ترسيخ الإنسانية الجميلة التي علمتنا إياها البحرين، بحرين الحب والإنسان والإخاء والعراقة والحداثة والانفتاح والتنوير.
بالطبع لن نستطيع استيعاب الكل ولكننا مؤمنين بقول الإمام على (ع): إعطاء القليل ولا الحرمان.
إذن المجتمع البحريني يحتاج إلى الثقافة وإلى الحنان الاقتصادي أيضًا، لهذا نحن في حزب الإنسان سنركز على الإثنين.
بالنسبة للحوار الذي سنعقده يوم الجمعة المقبل في الساعة السابعة والنصف بحزب الإنسان، فسيكون عن (أنسنة العمل الخيري وأهمية أن تكون الثقافة بجوار الخبز) سيكون نقاشنا في حزب الإنسان مفتوحا ولهذا أتمنى من المهتمين أن يحضروا للموضوع لمناقشته بصورة جميلة، طبعا هناك فقرة جدا مهمة سوف نستعرضها في الحفل وأتمنى أن تنال إعجابكم.
لفتة إنسانية لا تخلو جمالية من (حفل العرس الوطني) الذي قدمناه الأسبوع الماضي.
موقف مثير ومؤثر ويحمل بعدا كبيرا، لن احرق الخبر سأتركه لليلة الحفل.