هي قصة الفراش وزهر الياسمين
لم نعد نستغرب أنننا لم نعد نرى فراشاً يحوم حول أشجارها منذ زمن
....
الفراشة :هل تعرف كيف يسوى جبل مع وجه الأرض
زهر الياسمين : هي آخر وصفاتك السحرية ؟؟؟؟
الفراشة : هي آخر كلماتي الدفينة في قلبي التائه .........
الياسمين : قد عرفت ماذا ستقولين .......إنها نهايتي إذاً ..
الفراشة : رميتك بصواريخ عابرة .........
الياسمين : اخترقتني للصميم .......... قد صمدت ..
الفراشة : فجرت أساسات مبادئك بالديناميت .
الياسمين : قد عرجت وانكفئت ......لكنني تكونت ......
الفراشة : وجهت اليك اعتى عواصفي ..
الياسمين : قد تعريت ... لكنني اخترت انقى ألواني ........
الفراشة : كل ما قدمت لك كطيور الابايل ...كانت .. أريد انهاء حضارتك البراقة .....
الياسمين : بقيت صرحاً لطهارة العشق وما ذويت .... لم تفلح مني محاولاتك .. مازلت حبيبتي ..
الفراشة : لكنني استخدمت معك آخر أوراقي .... الآن .......
رميتها على أصغر حجارة أركانك الصادقة بخفة النسيم ..وقد فعلت ..
( خر الجبل كأوراق مبعثرة تهوم بها الرياح حتى اختفت عن الوجود
بقي طيفاً لروح نقية تجوب السماء بحثاً عن السكينة ...كان كتلة متماسكة متناغمة التركيب في أرض الفراش ..
لكن فراشته 0.. اعادت صياغته وشردت منه أطرافه ... حتى غدى كالورق الذابل في مهب الريح ...
قد نسفت منه أقدس اركانه ..)
الفراشة بكيتني وبكيت ألم الفراق ولوعته مع كل نسيم صباح ..ومع كل مطلع قمر ...لعقشك لي !!
الياسمين : بكل الآم الصدر المحطم ......عن طيب خاطر فعلت ...
لكنني الآن أبكي ظلالي وما حل بها من ظلم يدي ..
الفراشة : روحك تاهت في ودياني ...هي الآن هاربة تصرخ بألم ..
الياسمين : قد زهدت الدنيا .. اهيم الفضاء بنزاهتي ونقائي ..وصدق محبتي .. انشر عطري في كل نسيم صباح وكل مطلع قمر ..
الفراشة لاأعرف ماذا اقول ... أفكاري مشرة .. كياني مبعثر...
الياسمين : تلك كانت أخر اناشيد صباحي ...تلك هجراني ...تلك ساعات مماتي ..
الفراشة : اصَبحت الآن كالقشرة الجوفاء ليرقة هاربة ..
لاهي أصبحت مثلي ولا هي بقيت شرنقة تنتظر موعدها ...
الياسمين : قد وهبت قلبي صاغراً على أكف ذهبية ....مفاتيح جناتي ..
الفراشة : عصرته واستخرجت منه ألواناً لجدران الحنين الخالدة ..
الياسمين قد زدت فيَ صراخ أيامي .. دموع تعانق بمرارة حلقي ... تغني أشواقي الأبدية ..
الفراشة : قد رميت بك إلى نار الشك والضياع .. حبيبي
سكبت الملح على رياضك المزهرة ....بيدي ...
الياسمين : كانت تعاود النمو ....الآن... قد ماتت فداء لك ياعمري .
-----
يصرخ بألم الطائر المذبوح .. هارباً نزيف هو في ارق لوحات الإيثار ..
تاركاً كل الوانه القديمة الا البياض النقي التصق به فهو رمزه الخالص ..ومعدنه الاصيل اللذي لا يعرف التغيير..
بقيت الفراشة فراشة راقصة تتبع نور المصابيح ووهج النار .. بخفة ورشاقة الانوثة النقية ..حارقة أطرافها دون ان تدري .
وبقي طيف الياسمين وحياً يرمز للحب الصادق في قلوب مهاجرة .
ماعرفت الهدوء والسكينة قط .. بل نزفت حتى ملت النزيف ..
تلك انفاس من بوح مشاعرنا التائهة ...في بحر السكون المظلم .
.في تشرد وقع خطانا ...على أوراق الزمن المبعثر ...